الفصل 57
"اندفع غضب توري حولها مثل إعصار. خدشت قطع الزجاج بشرتي وشقتها. وبمجرد أن مددت يدي وأمسكت بالعاطفة المضطربة، انزلقت من بين أصابعي. اصطدم جدار غير مرئي بيني وبين توري، وقطع اتصالي بمشاعرها. أخذت نفسًا عميقًا وحاولت تهدئة أعصابي قبل أن أفتح نفسي مرة أخرى. بدلاً من إجبارها، تركت كل إحساس يمر بجانبي، وتركت كل واحد منهم يرحل.
استأنفت عاصفة غضب توري، تدور حول خصلات شعري وبين أصابعي. تركت الغضب يغمرني، ويتعمق أكثر. تحت الغضب كان هناك لسعة حادة مميزة ذكرتني بالأذى. وبخت نفسي لمدة دقيقة. بالطبع، كانت مجروحة، لقد غادرت دون أن أقول كلمة، تاركًا الهاتف الذي أحضرته لي على السرير. كانت توري أول صديقة لي منذ فترة طويلة، وقد كافأت لها برفضي المستمر للثقة بها. كان هناك شعور أعمق مخفي لم أتوقعه؛ الفهم. فبينما كان غضبها أشبه بنار مشتعلة، كان الفهم الذي شعرت به أشبه بالمحيط ــ أمواج باردة هشة تكسر حرارة اللهب.
توقفت على بعد أقدام قليلة أمامي، وصدرها ينتفض من شدة الانفعال. كان بوسعي أن أرى كل واحدة منها تتجلى في عينيها، وأنا أضغط بأسناني ضد موجة الإرهاق التي استقرت في عظامي. لقد لاحظت كيف ابتعد أليك وكايد بضع خطوات عنا، ولم يجرؤ أي منهما على مقاطعة ما كانت توري على وشك قوله. كان وجهها أحمر مثل شعرها المشتعل، وفمها مفتوح ومغلق لكن الكلمات رفضت أن تتشكل.