الفصل 181
كدت أنسى أن أتنفس وأنا أحدق في المشهد. نظرت حولي وكأنني طفل لم ير العالم الخارجي قط. وعندما التفت لأرى ما كان تحت قدمي، شعرت بالذهول. كنت متجمدًا تمامًا ومتجمدًا من الشيء تحت قدمي.
لقد عجزت عن إيجاد الكلمات المناسبة لوصف الموقف الذي كنت أعيشه. كان المكان الذي تحت قدمي عبارة عن مقبرة ضخمة، إلا أنها كانت تحت البحر.
كانت جثث حوريات البحر لا تعد ولا تحصى متراكمة معًا بين الشعاب المرجانية. كانت مكدسة واحدة تلو الأخرى تحت قدمي، وكانت متجمدة مثل التماثيل. كانت بشرتهم شاحبة ومتصلبة. لم تعد قشورهم الجميلة تلمع. كانت بعض ذيول السمك الخاصة بهم ملتفة، والبعض الآخر مستقيم، والبعض الآخر كان في وضع القفز. كان الأمر كما لو أن الحمم البركانية المحترقة من ثوران البركان قد تجمدت. فتح بعضهم أعينهم وحدقوا في السماء. بدوا حزينين ووحيدين.