الفصل 128 مواجهة الماضي
كانت الغرفة البيضاء أشبه بقبر. كانت آنا تتحرك في كرسيها البلاستيكي الصلب، وكان قلبها ينبض بقوة. كانت كل أعصاب جسدها تصرخ بها لتستدير وتهرب، لكنها أجبرت نفسها على البقاء. اليوم، كانت تواجه ماضيها، الماضي الذي كانت تأمل أن تدفنه إلى الأبد، وكان عليها أن تفعل هذا حتى تتمكن من المضي قدمًا.
انطلق صوت صفارة الإنذار، ثم انزلقت لوح سميك من الزجاج المقوى، كاشفًا عن الوجه الذي كانت تخشى رؤيته. جيمي. اختفى التباهي المتغطرس الذي اعتاد أن يحمله. كانت عيناه اللامعتان باهتتين، وشعره متشابكًا، ووجهه شاحبًا. انتاب آنا شعور أشبه بالشفقة، سرعان ما حل محله موجة من الغضب؛ لا ينبغي لها أن تشعر بالأسف عليه، فهو من جلب هذا على نفسه.
حدق فيها، وظهر بريق من الأمل في عينيه. قال بصوت أجش: "آنا. كنت أعلم أنك لن تتخلين عني لفترة طويلة. ليس عندما نرزق بطفل في الطريق". سخرت آنا، وكان صوتها قاسيًا في الصمت. التخلي. كانت الكلمة ملتوية مثل سكين في أحشائها. لكنها لم تكن هنا للقتال. كانت هنا لقطع الحبل أخيرًا، لقطع الروابط التي ربطتها بهذا الفصل المؤلم من حياتها.