الفصل 688: نسيت نفسك (الجزء الأول)
عندما وصل خبر اغتيال لوكاس إلى العاصمة الإمبراطورية، كانت صدمةً كبيرة للجميع. لكنهم تنهدوا قليلاً بدلًا من أن يشعروا بالحزن. ففي النهاية، اكتسب لوكاس سمعة سيئة للغاية في حياته. والآن بعد رحيله، اكتفى رجال الحاشية بالحديث عنه بفظاظة. ولم يمضِ وقت طويل حتى نُسي لوكاس تمامًا.
لهذا السبب، لم يسع هاربر إلا أن يعتقد أن الأمر مضحك للغاية. صورة لوكاس كرجل عابث مولع بالمقامرة والجنس كانت تحفة فنية أبدعها الإمبراطور الراحل بنفسه. لقد نجح في تشكيل لوكاس لدرجة أن جميع رجال البلاط خُدعوا بأنه ليس سوى رجل عابث لا يُندم على موته. لو علم الإمبراطور الراحل أن جهوده ضاعت سدى، لقفز من نعشه غاضبًا على الأرجح. سأل فرانسيس : "فيمَ تفكر؟". بعد يومين من التعافي، تمكن من النهوض من فراشه والمشي. ورغم إصابته الخطيرة، إلا أنه تعافى بسرعة كبيرة. ربما كان كل ذلك بفضل الأكاديمية الإمبراطورية للطب التي لم تتردد في استخدام أي دواء ثمين لعلاجه.
نظر هاربر إلى القصر الإمبراطوري الضخم الممتد في الأفق، ثم قال ببطء: "سمعتُ أن لوكاس قد مات للأسف، لكن جميع رجال البلاط قالوا إنه لا داعي للندم على وفاته. أتساءل لماذا يفكرون بهذه الطريقة. هل ارتكب لوكاس أي فعل شنيع يتنافى مع العقل والطبيعة؟ هل ارتكب جريمة قتل وحرق، أو اغتصب زوجة أو ابنة رجل، أو أجبر فتاة من عائلة عريقة على ممارسة الدعارة؟ بصفته أميرًا نبيلًا من سلالة برايت، يُعتبر موته أمرًا لا يُندم عليه. بالنظر إلى كل ما يقولونه، أعتقد أنه لن يرتاح بسلام."