الفصل 779: القائد الجدير بالثقة (الجزء الأول)
كسر الظهور المفاجئ لماثيو الصمتَ الهادئَ في غرفة لانس. ارتبك لانس لرؤية الأمير أمام عينيه مباشرةً. قيل له إن جيش الراية السوداء بعيدٌ عن عاصمة المملكة الجنوبية. لكن كيف يُمكن للأمير الوصول إلى قصره بهذه السرعة؟ شعر بالخوف والرعب الشديد لرؤية الزائر غير المتوقع حتى كاد يفقد قدرته على الكلام.
"أيها الأمير... أيها الأمير ماثيو، لماذا اقتحمتَ قصري في هذه الساعة الغريبة من الليل؟ ماذا تفعل؟" تلعثم لانس. جفّ حلقه وشعر بثقلٍ في لسانه وهو يحاول الكلام. لم يكن لديه ابن، بل ابنتان فقط. ابنته الكبرى هي العذراء المقدسة لمملكة الجنوب، وابنته الصغرى، ديانا، اقتيدت بالقوة إلى مستنقع المتاهة على يد هاربر. كان يخشى ألا تتمكن ديانا من الخروج من المستنقع حية. ولهذا السبب كان يلعن هاربر في نفسه. والآن، حتى زوجها اقتحم قصره في منتصف الليل. «يا لهما من زوجين وقحين! اليوم، وبسبب زوجته فقط، وريث عرشنا في خطر. والآن، يظهر هذا الرجل في قصري دون مبرر، بهذه الطريقة، ليخيفني»، فكّر لانس في نفسه.
ساد صمتٌ غريبٌ في القصر آنذاك. جلس ماثيو بهدوءٍ على الطاولة، يمسح ببطءٍ بقع الدم عن السيف. ابتلع لانس بصعوبة، وهو ينظر إلى الدم الطازج على سيف ماثيو. قال ماثيو بصوتٍ خافتٍ وبارد : "أنا هنا لأستعيد زوجتي. لكن يبدو أنك نسيت ما قلته قبل مغادرتي". بدا صوته قاتلاً، وأرسل قشعريرةً تسري في أرجاء الغرفة. شعر لانس وكأن حرارة الغرفة قد انخفضت وبدأت ترتجف. ورغم أنه نطق بصوتٍ خافت، إلا أن كلمات ماثيو ترددت في أعماق قلب لانس.