الفصل 789 الخطة السرية (الجزء الأول)
لم يكن الكثير من سكان ممر بيرش على علم بعودة هاربر. ومع ذلك، طرأ تغيير ملحوظ على الأجواء هناك. بدا وكأنّ الأجواء الكئيبة المحيطة بالمدينة قد انفرجت فجأة. كان جاك وجوشوا لا يزالان مختبئين في المعسكر. لم يجرؤا على الظهور في منزل الجنرال خوفًا من أن يحاسبهما ماثيو عاجلًا أم آجلًا.
كان الصباح. شقّ أول شعاع شمس طريقه عبر النافذة ليلمس جفني هاربر المغلقين. فتحت عينيها على هدوء وراحة غرفتها بعد غياب طويل. كان ماثيو نائمًا بسلام بجانبها. ارتسمت ابتسامة رضا على وجه هاربر. حتى ماثيو حظي بليلة هانئة بعد غياب طويل. مدّت هاربر يدها وحرّكت سبابتها ببطء على طول فكه. في تلك اللحظة، أمسك ماثيو يدها وطبع قبلة على ظهرها. قال بابتسامة ماكرة: "يا فتاة مطيعة، لا تكوني شقية".
ابتسمت له هاربر. قالت بعد انتظارٍ قصير: "أخطط للذهاب إلى عاصمة المملكة الجنوبية". ردّ ماثيو على الفور : "مستحيل". كيف يُعقل أن يُوافق على ما قالته هاربر؟ لقد عادت لتوها من براثن الموت في مستنقع المتاهة! في آخر مرة زارت فيها هاربر المملكة الجنوبية، وقعت سلسلة من الأحداث المؤسفة دفعته إلى أقصى حدوده. كان يعتقد أن هاربر لن تُخاطر بحياتها بمفردها، وإلا لكان رافقها. أولًا، دفعه خبر انهيار المكتبة عليها إلى التوجه إلى المملكة الجنوبية. في البداية، قيل له إنها دُفنت. ثم في طريقه، علم أنها بخير. بالكاد تنفس الصعداء عندما علم أنها دخلت مستنقع المتاهة. لو استمر الوضع على هذا المنوال، لكان يخشى أن يموت من الخوف.