الفصل 175
بدا مارك وكأنه تجمد في مكانه. ظلت يده التي تحمل الولاعة ثابتة عند طرف السيجارة التي كانت لا تزال عالقة بين شفتيه وهو ينظر إليّ... أو بالأحرى، وهو يحدق فيّ بدهشة. سقطت يداه على جانبه. كانت كلماته مغطاة بطبقة كثيفة من عدم التصديق. "أنت لا تمزح".
نظرت إليه بنظرة فارغة. متى أصبحنا أصدقاء إلى الحد الذي يجعلني أمزح معه بهذه الطريقة؟ لا بد أنه يفكر في نفس الأمر لأنه هز رأسه وظللنا نحدق في بعضنا البعض هكذا لبعض الوقت.
فجأة، بدا أن مارك قد فهم ما أقصده، فأسرع بوضع السيجارة والولاعة بعيدًا في جيبه.