الفصل 45
للحظة، أقنعت نفسي بأنني في المنزل مع جدتي. كانت رائحة الحساء تملأ الهواء، وكانت رائحة الثوم والزعتر والريحان قوية. وغزت رائحة الطماطم حواسي وتركتني أشعر بالراحة والأمان. وترددت همهمة جدتي عبر المطبخ إلى غرفة المعيشة حيث كنت مستلقية على الأريكة. ودفئت حرارة الهواء في كاليفورنيا بشرتي، وهدأت عضلاتي المؤلمة.
لقد أدركت حينها كم كنت مخطئاً حين وجدت القوة لفتح عينيّ. لم أكن في كاليفورنيا، وكانت جدتي قد ماتت. كان صوت الطنين الهادئ صادراً عن امرأة عجوز، كان شعرها أبيض كالثلج. كانت تقف في المطبخ، تحرك شيئاً ما في قدر كبير من الحديد. كانت الحرارة التي ترقص على بشرتي ناجمة عن النار المشتعلة، على بعد بضعة أقدام فقط أمامي. غمرني الرعب حين أدركت أنني كنت عارية عندما وجدوني، وأنني أرتدي الآن ثوب نوم طويلاً. وُضِع لحاف سميك على جسدي، تفوح منه رائحة اللافندر والأعشاب الأخرى. كنت أشاهد في صمت مذهول المرأة العجوز وهي تغرف الحساء في وعاء كبير، وكان صوت طنينها الرقيق يملأ المنزل.
شعرت بجسدي يتصلب عندما نظرت المرأة في اتجاهي، وارتسمت ابتسامة على وجهها عندما اقتربت مني حاملة الحساء. كانت عيناها تحملان نفس اللطف الذي كانت تتمتع به جدتي، لكن هذا كان التشابه الوحيد بينهما. كانت جدتي عجوزًا وهزيلة، وأطرافها نحيفة وضعيفة. كانت هذه المرأة عجوزًا، لكنها كانت قوية. كانت تمشي دون عناء؛ كانت وقفتها مستقيمة ولكنها مسترخية. كان شعرها يتدلى على ظهرها في موجات بلون الثلج.