الفصل 76 الكتاب 2 ستة وثلاثون
"تبدين جميلة" تسللت الكلمات إلى قلب إميلي، فنظرت إليه بحدة. ماذا سمعت للتو؟ هل أثنى عليها مايكل؟ لا، هذا غير ممكن. لا بد أنها أخطأت في الفهم، فكرت وهي تحدق فيه، تنتظر أن تعرف إن كان سينظر إليها، لكنه لم يفعل. "آه، هذا ما ظننته!" ضحكت ساخرة من نفسها لأنها تركت قلبها يضل طريقه.
لم يستطع مايكل منع الكلمات من الهروب من شفتيه، لم يستطع أن يصدق أنه فكر بصوت عالٍ. من زاوية عينيه نظر إلى إميلي، كان بإمكانه أن يشعر بنظراتها عليه لكنه لم يستطع أن يدفع نفسه للنظر إليها، ليس فقط لأنه كان خائفًا من رد فعلها ولكن لأنه كان يحمر خجلاً. في كل هذه السنوات التي منحها قلبه لها، كانت هذه هي المرة الأولى التي سمح لها بسماع القليل من أفكاره عنها. كانت هذه هي المرة الأولى التي أثنى عليها، والمرة الأولى التي قال فيها مثل هذه الكلمات لامرأة أخرى باستثناء والدته وجدته الراحلة.
أراد أن ينظر إلى إميلي، وأن يكرر كلماته وهو ينظر في عينيها ولكن بعد أن تركه خجله، سيطر عليه خوفه، كان خائفًا مما ستفعله، وما ستقوله، وكيف سترد عليه. أوه لكنه يريد أن يعرف ما تفكر فيه الآن، هل قلبها ينبض بسرعة مثله؟ هل تشعر وكأن الفراشات عالقة في معدتها مثله؟ هل تحبه كما يحبها؟ رفع رأسه ليسرق نظرة على وجهها لكنها أعادت نظرها إلى النافذة. كان قلبه ينزف ولكن لم يكن هناك ما يمكنه فعله. في النهاية على الرغم من أنه أثنى عليها عن غير قصد، إلا أنها لم تبتسم له حتى، ناهيك عن شكره.